احتجاجات ضد حكومة الدبيبة تتحول إلى صدامات مع الأمن في العاصمة الليبية
احتجاجات ضد حكومة الدبيبة تتحول إلى صدامات مع الأمن في العاصمة الليبية
أُصيب عدد من عناصر الأمن الليبي، مساء الجمعة، خلال تفريق تظاهرة قرب مقر حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، تحوّلت إلى صدامات مع متظاهرين أطلقوا مقذوفات نارية تجاه قوات الأمن، بحسب بيان لوزارة الداخلية الليبية.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها وسائل إعلام محلية متظاهرين، بعضهم على دراجات نارية، يحاولون التقدّم نحو مقر الحكومة، في حين ردّت قوات الأمن بإطلاق الرصاص التحذيري في الهواء وفق فرانس برس.
وأعلنت وزارة الداخلية في ليبيا أن عناصرها تعرضوا لهجوم مسلح استخدمت فيه أسلحة خفيفة وألعاب نارية، وأكدت في بيان صدر منتصف الليل أن "الاعتداء شكّل تهديدًا مباشرًا لسلامة القوات الأمنية والممتلكات العامة".
وأشارت إلى أنها باشرت فتح تحقيقات وملاحقة قانونية للمتورطين، مؤكدة "احترام حق التظاهر السلمي في الميادين العامة، شرط الالتزام بالقانون والنظام العام".
كما نشرت صورًا تُظهر إصابات متفاوتة لعناصر من الشرطة، وتلقّيهم إسعافات أولية ميدانية.
مطالبات برحيل حكومة الوحدة
تجمّع مئات المتظاهرين، مساء الجمعة، في ميدان الشهداء بطرابلس، مطالبين برحيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في ظل تزايد السخط الشعبي على أداء الحكومة، لا سيما عقب أحداث مايو الدامية.
وشهدت المدينة موجة من الغضب الشعبي بعد المواجهات العنيفة التي وقعت بين 12 و15 مايو بين مجموعات مسلّحة وقوات حكومية، إثر إعلان الدبيبة عزمه تفكيك جميع الميليشيات التي وصفها بأنها "أقوى من الدولة".
اشتباكات رغم الهدوء النسبي
رغم الهدوء النسبي الذي تنعم به طرابلس منذ اتفاق وقف إطلاق النار في يونيو 2020، فإن العاصمة لا تزال تشهد من حين إلى آخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة على النفوذ، وسط هشاشة أمنية وسياسية مزمنة.
وتُعد هذه التظاهرة أحدث حلقة في سلسلة احتجاجات متكررة خلال الأسابيع الأخيرة، احتجاجًا على تفاقم الأزمات المعيشية، وتصاعد الاشتباكات، وغياب حل سياسي شامل.
الأزمة الليبية
دخلت ليبيا منذ عام 2011 في دوامة من الفوضى والانقسامات السياسية بين حكومتين متنافستين: حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، وحكومة موازية في الشرق مدعومة من البرلمان وقوات المشير خليفة حفتر.
ورغم محاولات متكررة برعاية الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات وإجراء انتخابات، لا يزال الجمود السياسي مسيطرًا، وسط تصاعد النفوذ المسلح في العاصمة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وبينما تسعى حكومة الدبيبة إلى فرض سيطرة أمنية كاملة على طرابلس، تواجه تحديًا حقيقيًا يتمثل في تغوّل الميليشيات المحلية وانقسام الولاءات الأمنية، ما يعقّد أي جهود لإعادة الاستقرار.